مسألة الكلّيات في الفلسفة الوسيطية المسيحية والإسلامية- دراسة تحليلية

Abstract

إنّ فهمنا لمسألة الكليات «Universals»، ليس مجرد نقاش فلسفي نظري، بل يحمل تداعيات عميقة على تصورنا للمعرفة، وطبيعة الواقع، وكيفية التوفيق بين الفكر الديني والفلسفي. هذه المواقف المختلفة تعكس محاولات البشر المتواصلة لفهم العلاقة المعقدة بين الفكر والعالم. وهو ما تتناوله هذه المذكرة التي جاءت بعنوان: «مسألة الكليات في الفلسفة الوسيطية المسيحية والإسلامية دراسة تحليلية» التي تُعد من أقدم وأعمق القضايا الفلسفية، وتبرز أهميتها كجسر معرفي بين التجريد والواقع. تركز الدراسة على التحليل الأنطولوجي والمعرفي لهذه الإشكالية، خاصة في سياق الفلسفة الوسيطة، حيث امتزج الدين بالفلسفة في الحضارتين المسيحية والإسلامية. يتتبع الفصل الأول، تحت عنوان "مدخل تاريخي ومفاهيمي لمسألة الكليات"، الجذور التاريخية لهذه الإشكالية في العصور الوسطى، مبرزاً دور التفاعل بين الدين والفلسفة اليونانية -خاصّة الأرسطية والأفلاطونية الجديدة- في ظهورها. كما يوضح الفصل المفاهيم الأساسية للكليات ويميزها عن الجزئيات، ويستعرض العلاقة بين الإمكان الذهني والوجود الخارجي، ناقداً وجهات النظر التي تخلط بينهما ومؤكداً على أن الحقائق الخارجية لا تخضع للتصورات الذهنية.